كنيسة القيامة
Church of the Holy Sepulchre
كنيسة القيامة فى بيت المقدس بفلسطين مِن أعرق الكنائس ، وإليها يحج طوائف المسيحيين ، بَدَأَ بناؤها عام 325م وانتهى عام 336م.
وهى كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة فى القدس ، بنيت الكنيسة فوق الجلجلة أو الجلجثة وهى المكان الذى يعتقد معظم المسيحيون أنها الصخرة التى صلب عليها السيد المسيح عليه السلام ، و بحسب اعتقادهم تحتوى الكنيسة على المكان الذى دفن فيه السيد المسيح عليه السلام واسمه القبر المقدس ، وسميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة السيد المسيح عليه السلام من بين الأموات فى اليوم الثالث من موته على الصليب ، بحسب العقيدة المسيحية.
القبر من الداخل |
تمّ تكريس كنيسة القيامة سنة 336م ، وتوجّه الأساقفة ، الذين كانوا يحضّرون مُجمعًا محلّيًا فى صور ، إلى بيت المقدس للمشاركة فى حفل التّكريس الذى أُعلِنَت فيه قدسية كنيسة القيامة أو الضّريح المقدّس.
والكنيسة كان يدخلها الناس من بابٍ ثلاثيٍ ما تزال أقسام منه قائمة حتّى اليوم ، وبُنِيَ فوق الضريح المقدس بناء مُدوّر ، وبُنيَت ما بين الباب والمبنى المدور باسيليكا كبيرة ، وخمسة أروقة بين الأعمدة مع جناح مدوّر بارز فى ساحة مُتّسعة ، فبقىََ موضع الصّليب مُنعزلاً على حِدَة باعتباره مزارًا قائمًا بذاته.
تميّز البناء بجلال التّصميم ووفرة الزّينة وأُدخِلَت عليه تحسيناتٍ باستمرارٍ ، منها التّزينات التى قامت بها الإمبراطورة ( يودقيا ) فى منتصف القرن الخامس للميلاد.
تمتّعت كنيسة القيامة -وما تزال- بأهميّةٍ استثنائيةٍ ، وقد وَصفها أحد الرّحالة المُسلمون الذين زاروا بيت المَقدس بقوله : ( للنّصارى فى بيت المقدس كنيسة ، لها عندهم مكانة عظيمة ويحجّ إليها كلّ سنةٍ كثير من بلاد الروم ).
قبة الكنيسة فوق القبر المقدس |
وللرّهبان الفرنسيسييّن حصّة وافرة فى كنيسة القيامة ، فهم يقيمون فى كلّ يومٍ الصلاة إلى جانب طواف يومىّ فى مختلف ربوعها ، إلى جانب هذا الدّير الكاثوليكى ، هناك الأديار الأرثوذكسية وأوّلها دير الروم الأرثوذكس ، وأسّس بطريك القدس اليونانى جرمانوس أخوية القبر المقدّس ، بعد الاحتلال العثمانى لفلسطين ، ويُعَدّ أعضاء هذه الأخوية حرّاس الأراضى المُقدّسة باسم العالم الأرثوذكسى ، وللرّهبان الذين يخدمون فى الكنيسة مساكن فى القيامة عينها ، وعند ساحة القيامة شرقًا يقوم دير القديس إبراهيم الذى اشتروه سنة 1660م من الأحباش.
كنيسة القيامة يوم سبت النور |
وللأرمن الأرثوذكس بعض المساكن فى كنيسة القيامة ، ولهم الحصّة الثالثة فيها ، ومنها قسم الرّواق الذى يشرف على القبر المقدس وكنيسة القديسة هيلانة ، وهمُ بدأوا التوسع فى الكنيسة منذ القرن السابع عشر الميلادى.
أمّا الأقباط الأرثوذكس ، فلهم مكانة ثانوية فى الكنيسة ، يؤدّون صلواتهم فى معبدٍ صغيرٍ بنوه ملاصقًا للقبر المقدس ، سنة 1540م ، ثمّ جُدِّدَ بعد حريق سنة 1808م.
ولا شك فى أن أعظم احتفالات كنيسة القيامة عند جميع الطوائف المسيحية هى احتفالات الأسبوع المقدس والفصح ، التى تتمّ فى أقدس مكانٍ مسيحيٍ فى القدس.
ومنذ حرب حزيران 1967 وكنيسة القيامة خاضعة للاحتلال الإسرائيلى مع القدس والضفّة الغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق